ديوانية آل حسين في جنوب الرياض ونشاطهــا
تشهد مدن المملكة كلها تقريبا ظاهرة ثقافية جديرة بالتوقف والرصدوالتنوىة وهى انتشار المجالس الثقافية الخاصة التى تختلف تسميتها من مكان الى اخر فهناك من يطلق عليها (المجالس )وهناك من يطلق عليها ( الصالونات ) وهناك من يطلق عليها ( المنتديات )وهناك من ارتضى تسميتها (ديوانية ) كما فعل آل حسين فى تسمية مجلسهم فى بلدة منفحة ومجلسهم الأخر فى شمال الرياض (حى القيروان ).
وهذا الأنتشار والحضور لهذه المجالس فى معظم مدن المملكة يدل على تجذر الكرم والأريحية والبذل وحب الضيف فى نفوس أبناء هذه البلد الكريم وتدل هذه الظاهرة أيضا على رغبة فى المعرفة والعلم ورغبة فى اكتساب مكارم الأخلاق والتعارف والتعاون بين أفراد المجتمع وكلها أسباب رئيسة أسهمت فى بروز هذه (المجالس )أو (الديوانيات )متجهه ألى مساندة الجهات الثقافية الرسمية وتأكيد رسالتها بنشر الثقافة وتكريم الشخصيات المعطاءة وتحفيز الشباب الناشئة على الثقة بالنفس وتقديم ما لديها من أبداع او أسهام فى أى مجال مجتمعى .
وقد لفت الحضور القوى والمؤثر لهذه المجالس والديوانيات بعض المهتمين للتاريخ لها ورصد نشأتها وكشف فعاليتها وطرق التواصل معها ,ومن ذلك كتاب سهم بن ضاوى الدعجانى "الصالونات الأدبية فى المملكه العربية السعودىة "رصد وتوثيق (1427ه/2006م)وكتاب أحمد الخانى (الصالونات الأدبية في المملكة العربية السعودية، ١٤٢٧هـ/٢٠٠٦م)، والطبعة الثانية عام (١٤٣٣هـ/٢٠١٢م)، وما صدر عن أثنينة عبدالمقصود خوجة من رصد لها وللأندية الأدبية وحمل الكتاب عنوان "المنتديات والأندية الأدبية في المملكة العربية السعودية" (1430ه/2009م) أضافة الى كتاب الدكتور عالي بن سرحان القرشى الذى اقتصرعلى التاريخ للمنتديات فى منطقة مكة المكرمة وعنوان كتابة "المنتديات الثقافية فى منطقة مكة المكرمة "وصدر عن دار الانتشار في بيروت عام ٢٠٢١م.
وقد ألّف الأستاذ عبدالعزيز بن سليمان الحسين كتابًا حمل عنوان
"الديوانيات"، وصدر عام ١٤٤٤هـ الموافق ٢٠٢٣م،ليكون مرجعا يؤرخ للديوانيات فى المملكةمقدما تعريفيا بها وبأهدافها والموضوعات التى تطرح فيها وألية عملها ملقيا الضوء حول أسباب نجاحها والتحديات التى تواجهها ,ثم توقف عند نماذج منها ,مبتدئا بديوانىة ال حسين التاريخية فى بلدة منفوحة التى تجاوز عمرها مئة عام ثم عرف ببعض المجالس التى تتخذ من أيام الأسبوع موعدا لها مثل :أثنينية الذيبب وثلاثة السديرى وثلوثىة المشوح (وكلها فى مدينة الرياض )وباشراحيل فى مكة المكرمة
ويتولى الأستاذ عبد العزيز الحسين وأبناء عمة الأشراف على ديوانية أل حسين التاريخية التى تؤكد الوثائق المحفوظة لدى أسرة ال حسين بانها تعود الى ما قبل عام (1336ه) وهو تاريخ لة اهميتة أذأسهمت الديوانية باستضافة القادمين من خارج مدينة الرياض وكانت بيتا لأكرامهم كما شهدت الديوانية اجتماعات لعدد من كبار أسرة أل حسين ومن جيرانهم فى منفوحة ومن الرياض ومن غيرها من المدن وتدار الأحاديث فى شتى الموضوعات وهو ما أسهم فى نمو الجانب الثقافى لدى الحضور ثم كانت النقلة الكبيرة ، عندما قررت الأسرة تخصيص مكان أكبر من السابق وليس ببعيدٍ عنه، مع الاحتفاظ بنمط البناء النجديّ القديم، وجعلت للديوانية وقفا ثابتا ، وهو ما أعطى المشرف عليها مساحات واسعة من العطاء، وتنفيذ العديد من الفاعليات المجتمعية النافعة ، مع الاهتمام بذوى الاعاقة وبقضايا البيئة أضافة الى الاهتمام بالشأن الثقافى العام .
ولقد عرفت الأستاذ عبدالعزيز الحسين قبل سنوات ربما تعود الى عشر ، فتكرم ودعانى لزيارة ديوانية ال حسين التاريخية فى منفوحة فزرتها وتكررت الزيارة أكثر من مرة وفى كل مره كنت أكتشف فى المشرف عليها الأستاذ عبد العزيز الحسين الحماسة ورغبة اكيده فى مواصلة العمل المجتمعى كما كنت ألتقى بأبناء عمومتة فيها وهم يشاركونة الحماسة والأهتمام والرغبة فى مواصلة الديوانية لرسالتها ودورها الذى رسم لها منذ أكثر من قرن من الزمان .
كما دعانى أكثر من مرة لزيارة ديوانيتة الأخرى فى شمال الرياض وكانت مقرا الأجتماعات المجلس الأستشارى لقيصريه الكتاب كما كانت مكانا لتنفيذ فى بلده منفوحة وتؤدى الرسالة نفسها .
وقد سعدت غاية السعادة بالحراك الثقافى والمجتمعى الذى تنهض بة الديوانيات فى جنوب الرياض وشمالة لأنة يطلعنا على جوانب من اهتمام مجتمعتنا على الصعيد غير الرسمى بالثقافة وبقضايا المجتمع وهمومة .
د. عبدالله بن عبدالرحمن حمد الحيدرى
(رئيس مجلس إدارة النادي الأدبي بالرياض سابقاً)