×

ديوانية آل حسين الثقافية بمنفوحة
من أصالة الماضي إلى تجليات الحاضر والمستقبل

من مظاهر الكرم والضيافة عند العرب إنشاء أماكن خاصة لاستقبال الضيوف واجتماعات أهل البلد والأسرة الكبيرة، ويطلقون على تلك الأمكنة أسماء مختلفة من ديوانيات ومضاعفات، ومجالس العائلات وبيوتها (دوار العمدة)، وغير ذلك من الأسماء عبر تاريخ طويل ضارب فى القدممن العصر الجاهلى ومضرب المثل فى الكرم حاتم الطائى وموقده الشهير فى توارن بحائل. وأسر آل حسين من الأسر العريقة في بلدة (منفوحة) وقد خصصوا ديوانىة لاجتماعات واستقبال الضيوف وأكرامهم ولتبادل الأحاديث  والآراء وقراءة بعض كتب الدينوالتراث والأسفار. 

وقد أنشئت( وقف ديوانية آل حسين) قبل عام (١٤٣٣هـ)، ودُعيت بدعوة كريمة من الأستاذ عبدالعزيز آل حسين بصحبة أخي الدكتور عبدالرحمن الحيدرى، وفي تلك الزيارة قدم لنا الأستاذ الحسين شرحا وافيا  عن الديوانية ونشاطاتها المختلفة.

والديوانيات منتشرة في مدن المملكة لكن ديوانية آل حسين تتقدم لنا نمطًا مختلفًا، فكرًا ومشروعات رائدة.

فهي لا تقتصر في عملها على استقبال الضيوف وإكرامهم، ولا على بعض المحاضرات والأمسيات، بل تجاوزت ذلك إلى أن أصبحت مؤسسة ثقافية واجتماعية، انسانىة شاركت في برامج المسؤولية المجتمعية، وأقامت مبادرات وطنية وإنسانية، ورعت خدمات بعض الجمعيات الخيرية، وأولت (أصحاب الهمم) رعاية خاصة، ودعمت نشاطاتها بإنشاء مكتبة عامة وفريق

كشفي لتنظيم نشاطاتها وفعالياتها، كما رعت الديوانية عددًا كبيرًا من نشاطات (قيصرية الكتاب) بالرياض وحتى تضمن الأسرة ديمومة النشاط فقد أنشأت (وقفا خيريا ) للصرف على نشاطاتها من ريعـه، وهكذا تحولت من مجرد (ديوانية) إلى مؤسسة اجتماعية ثقافية تتدار بعقلية احترافية إبداعية.

وبالمناسبة فلعلّ أصحاب الديوانيات - وما أكثرهم - أن يستفيدوا من خبرة وتجربة الأستاذ عبدالعزيز الحسين في تطوير عملهم واتساع نطاقاته، واستدامة معطياته.

والله الموفق ....

د. محمد بن عبدالرحمن الربيع