بين الحين والآخر يُهاتِفُ أو يزورُ ، ابنُ الخال عبدالله بن محمد الحسين ، يُسلم ويصِلُ رحِمَهُ ، وصلَهُ اللهُ بوصله ، وذات مرة تحدثت وإياه عن منفوحة وتاريخها ، فهي قديمة ترَدَدَ اسمُها في كتب التاريخ والأدب ، وأثناء الحديث تطرقنا لديوانية الخال عبدالعزيز بن سليمان الحسين ، وكيف تقوم بدور ثقافي نوعي متميز ، وتعرِضُ عن منفوحة وتاريخها وآثارها ، وشاعرها الأعشى صناجة العرب ، بارك الله في مُؤسسها والقائمين عليها .
إن هذه المُلتقيات ضرورة ثقافية ففيها الزاد الفكري المتنوع والأطباق العلمية المُتعددة ، والسياحة العقلية الجاذبة ، والتصدِّي لهذا العمل الثقافي ، يتطلب الصبر والبذل والإستشارة . فشُكراً للخال عبدالعزيز هِمَّتَهُ وعطاءه ، وله خالص الشكر وأجزله :
على قَدْرِ أهلِ العزمِ تأتي العزائمُ
وتأتي على قدرِ الكرامِ المكارمُ
ثم إن الوطن بحاجة لهذه المُلتقيات الثقافية ، فهي مدارس معرفية تُساهم في الثراء المعرفي ، وتُجسِّدُ دور النُخب الثقافية في العمل الفكري التطوعي ، وهي ساحة من ساحات تقوية الوحدة الوطنية ، أرى ذاك عندما أُشاركُ مُحاضراً أو ضيفاً في هذه المُلتقيات ؛ إذْ أجدُ طيفاً كريما من أرجاء الوطن كُله ، يتفاعلون ويتداخلون في انسجام وتناغم ، وكأنهم أُسرةٌ واحدة زاد الله وطننا المعطاء قوة وأُلفةُ ومودة ، وحفظ الله وحرس بعينه التي لاتنام ، بُناة المجد السعودي خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الهُمام !